تعز - مجاهد حمود :مصاعب الحياة والعمل والمسؤولية وشضف العيش وقسوة الحرب تركت اثرا كبيرا وجرحا عميقا في نفوس الكثير من النساء اليمنيات ا...
عزيمة واصرار
ام حميد نموذج للمرأة اليمنية التي تحمل على عاتقها إعالة بناتها الاثنتين المعاقين ذهنياً. اروى البالغة من العمر 14 عام وسميرة ذات ال21 عاما ، بعد ان فقدت زوجها في العام 2003م
وفي تصريح لأصداء نيوز تقول ام حميد عملت على تربية بناتي وأبنائي الاثنين منتظرة السنين لتأتي وتعوضني حرمان مافقدته من عناء بأبنائي الاثنين كمصدر دخل تتحسن فيه اوضاعنا الماديه.
وبنبرة حزن تستدرك القول ففي العام2017 م نزحت من منزلي في جبل رازح شمال محافظة صعدة الى السائلة المنطقة الحدودية بين اليمن والسعودية بسبب الحرب الدائرة هناء بين جماعة الحوثي والمملكة العربية السعودية بالألوية اليمنية في محور رازح المدعومة من السعودية .
وجع آخر
حتى العام 2018 حين انتهت الاشتباكات و سيطرة القوات الحكومية على المنطقه.
بعدها عادت وفقدت ابنها برصاصة قناص حوثي كان يتمركز في اخر الدفاع الجوي الذي مازال تحت سيطرة جماعة الحوثيين ، لتبقى المعيلة لعائلة تتكون من اثنتين من البنات و شاب في ال18 من العمر .
أضافت الحرب جرحا آخر إلى رصيد ام حميد التي مازالت مكلومة بواقع الحياة واعبائها التي تتضاعف يوما بعد اخر
قد تكون ام حميد نموذجا ، لكن كلاً من بناتها ، المعاقتان. ، نماذج اخرى من معاناة المراة اليمنية التي زادت وتفاقمت بعد العام 2014 م بعد الانقلاب العسكري على حكومة هادي والسيطرة على المحافظات اليمنية إبتداء من صنعاء حتى عدن وتعز .
حرمان من ابسط الحقوق
تقارير أممية اشارت بأن الحرب تسببت بحرمان المرأة اليمنية، من أبسط مقومات الحياة، حيث تواجه اعباء ومتاعب كثيرة كسؤ التغذية والزواج المبكّر، وتعرضها لجميع أشكال العنف، لتدفع بذلك ضريبة الحرب على كافة المستويات والأصعدة ، سواء الصحية أوالتعليمية والاقتصادية.
ومن إجمالي 3 ملايين نازح داخليا، تقول الأمم المتحدة إن النساء مع أطفالهن، شكلن 76 بالمائة من إجمالي عدد النازحين الذين يدفعون ثمنا باهظا كما هو الحال في معظم الأزمات الإنسانية.
وبحسب إحصائيات من صندوق الأمم المتحدة للسكان، يفيد ان ارتفاع معدلات سوء التغذية ادى إلى إصابة نحو 1.1 مليون امرأة حامل بسوء تغذية، ما قد يعرّض حياة 75 ألف منهن لمضاعفات صحية خطيرة أثناء الولادة.
صندوق الأمم المتحدة بصنعاء قال، بأن اليمن "يعاني من أعلى معدلات وفيات الأمهات في المنطقة العربية".
وأضاف أنه "من الممكن أن يؤدي نقص الغذاء وسوء التغذية وتراجع الرعاية الصحية- التي تزداد سوءا بسبب الأوبئة مثل الكوليرا والدفتيريا ـ إلى زيادة عدد المواليد الخدج الذين (يولدون قبل الأسبوع الـ37 من عمر الحمل)، ومواليد يعانون من نقص في الوزن وارتفاع حالات النزيف الحاد بعد الولادة".
ويضيف التقرير الى ان النساء مع أطفالهن، شكلن 76 بالمائة من إجمالي عدد النازحين الذين يدفعون ثمنا باهظا من اجمالي 3 مليون نازح داخليا كما هو الحال في معظم الأزمات الإنسانية. وفق تقرير أصدرته بعثة الأمم المتحدة في اليمن لمناسبة يوم المرأة العالمي. وبحسب بعثة الامم المتحدة فإن النساء والفتيات ، وخصوصاً المعرضات لسوء المعاملة ، يمثلن الهدف الأول للاعتداءات التي تشمل انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
كما لفت صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى وجود نحو 3 ملايين امرأة معرضات لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي، يقابله زيادة في عدد النساء و الفتيات الحاصلات على خدمات العنف القائم على النوع الاجتماعي بنسبة 36 في المائة في عام 2017.
إضافة الى حالات الاغتصاب والقتل التي لم يتم الافصاح عنها بسبب عادات البيئة والمجتمع اليمني المحافظ والقبلي
الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن والتي انعكست على شتى مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية كان المرأة فيها النصيب الاكبر والاكثر اذى. تقول الناشطة الحقوقيه " سناء البدوي" "للموقع بوست" “المرأة اكثر قدرة على تحمل ضغط الحياة بحكم طبيعة تكوينها فهي تعتبر العمود الاساس في البيت كونها الزوجة والام والمربية التي تحتضن وتربي اجيال المستقبل. وهي منذ الازل حملت الهموم والاعباء والمسؤولية من خلال وجودها في المزارع والمعامل والمدارس والمعاهد والجامعات اذ وقفت جنبا الى جنب مع الرجل في محن الحياة. “
" البدوي" عبرت عن المها و حزنها وهي ترى حال المرأة اليمنيه الان وهي تفترش الطريق لبيع بعض الاثاث المستهلك، او في التقاطعات المرورية تستعطي من الناس ما يسد أفواه ابنائها. مبينة: لكن المحنة الاكبرهي محنة التهجير والنزوح والبحث عن ماؤى لعائلتها، خاصة النساء الارامل او المطلقات.
كاهل مثقل
عبدعلي سعيد (تربوي ) يقول لـ " للموقع بويت" لابد ان نذكر معاناة المرأة اليمنية المستمر بالكفاح من اجل خلق اسرة متماسكة بالقيم والتقاليد فهي تتحمل الفواجع والمأسي،ان صح القول، منذ 5 اعوام كثيرة بسبب الحروب والتي مازالت تتحمل فقدان اعز الاحباب وتصمد وتجد عملا يساعدها بتوفير ابسط مايمكن لعائلتها للعيش بكرامة وامان ،فليس بجديد على المرأة اليمنية ان تقف بعزم وتحدٍ بوجه المصاعب وان تواجه هموم الحياة وتحدياتها بحزم وثبات إنها وليدة دروب المعاناة والحرمان والظلم والقسوة بوجهها في المرحله الراهنة ، انها مراحل معاناة متعددة ومتجددة من حقب سابقة وبقيت تلازمها فاثبتت في الماضي كما تثبت اليوم انها جديرة بحمل لواء المسؤوليه واهل لها فقد سارت في دروب المحن التي واجهتها وكانت سندا لزوجها وعونا وقطعت معه اشواط المحن. لقد كانت المراة اليمنية ولازالت نبراسا للعطاء المتجدد حتى باتت كالشمعة التي تحترق لتضيء ماحولها حفيدات بلقيس لايمكنهن الإنهزام بتلك السهولة .
ويستدرك عبد علي في حديثه قائلا: ومع التغيير في الواقع السياسي لليمن بعد عام 2011م كان يحمل معه بوادر امل نسبي الانفراج والتوجه نحو المدنية فكانت المرأة اولى المبادرات في صناعة القرار واثبت ذلك مشاركتهن مع اخوهم الرجل كل الساحات والميادين من اجل التغيير ، بعيد عن ما وصل الحال اليه اليوم لكن هذا التغيير في الواقع السياسي كان عكسيا أودى الى مئآلآت وعواقب فاقم من معاناة المرأة واثقل كاهلها بعد الانقلاب في العام 2014م الذي شهدته البلاد والانقسام فقد حمل هذا التغيير الكثير من الاعباء والمعاناة المضافة على كاهل المرأة اليمنية حيث حملت المرحلة الجديدة النقص الواضح في الجانب الامني والذي فقدت معه المرأة الزوج الابن والمعيل ولكنها اضافت مع هذا الامتحان الجديد عنوانا شامخا جديا في سفر صمودها الطويل.
دون رعاية
معاناة المرأة اليمنية لم تبدأ فقط مع أحداث العنف الأخيرة التي شهدتها البلاد في العام 2014 ،بل هي معاناة تراكمية كانت لبعض النساء النصيب الأوفر فيها.
قسوة الحياة تركت بصمات على المراة اليمنية،
(لول ام حسام) من مديرية القاهرة وسط مدينة تعز ، امراة تعمل منذ 18 عام تحت حرارة الشمس في احدى المدارس الاهلية بحي صينة براتب ضئيل لايفي بشراء احتياجات المنزل من السلع الضروريه نهايه كل شهر ، لكنها مجبرة على ذلك ،كما تقول، فهي تعيل عائلة من عملها هذا، ام حسام حاولت في كثير من السنوات في محاولة للحصول على راتب الرعاية الاجتماعية لكن كل تلك المحالاوت باءت بالفشل.
لم تقع المرأة اليمنية تحت وطأة النزاع بشكل عرضي، بل كانت ضحية مباشرة لنيران الحرب التي تتصاعد منذ 3 أعوام، ما أسفر عن سقوط عشرات النساء في جميع المدن.
ارقام وإحصائيات
ووفق إحصائيات " المنظمة الدولية" حصل عليها "الموقع بويت" فإن النزاع في اليمن تسبب في تعرض
303 إمرأة للاختطاف والاخفاء القسري
و 815 إمرأة قتلت اثناء النزاع المسلح في اليمن
، وأصيبت 2070 أخرى وذلك منذ 26 مارس/ آذار 2015، حتى أواخر ديسمبر/ كانون أول الماضي، فيما أصيبت 2070 امرأة آخريات.
ولم تحدد المنظمة الدولية، أسباب مقتل هؤلاء النساء، لكنها قالت إن محافظة تعز الواقعة جنوب غربي اليمن كان لها النصيب الاكبر في عدد الضحايا من النساء، حيث يُتهم الحوثيين بشن قصف على الأحياء السكنية فيها بشكل شبة يومي، سجلت النسبة الأكبر من إجمالي عدد القتلى بالبلاد.
التعليقات